الجمعة، 25 نوفمبر 2011

احلام اليقظه ....


لكل شاب مصري  مقهور ،مكافح مهما طال به العمر شقي في بلده لا يعرف متي تنتهي مرحله سخرته ومتي يحين موعد الراحه ان وجد عمل فهو يعمل  كالثور في ساقيه معصوب العينين من اجل ما يقدم له من بقايا طعام كائنات اسمي واعلي منه في السلسله الاستهلاكيه . والان حان وقت تحقيق الاحلام .......
اتعبت الهموم قلبه واثقلت المشاكل عقله حتي انه لم يعد يهتم بمظهره، ظهر عليه بوادر الصلع ،مع بدايات كرش صغير  ليس من كثره الطعام ولكن من قله الحركه ،مع نظاره سميكه الزجاج من كثره القرائه. لا يعرف الكثير عن تناسق الالوان او فن اختيار الملابس فما يجده امامه يرتديه والسلام..... يصحو في تمام السادسه والنصف كي يلحق باتوبيس النقل العام الذي يستقله للعمل .كم تمني ان يذهب للعمل بعربته الخاصه او ربما تاكسي العاصمه ،ولكن كيف وراتبه الشهري لا يكفي الا لسندوتشات الفول والفلافل يصل الي العمل متأخر ،احيانا خمس دقائق لتوقف سائق الاتوبيس ليحضر افطار وربما سجائر وكوب من الشاي. مما يؤدي الي تلقيه توبيخ حاد من رئيسه في العمل ونظرات توحي باتهامه بالتخاذل والفشل ،دائما ما يحاول تجنبها  ..يعمل في وظيفه حكوميه ممله كباقي الشعب ، يجلس علي مكتبه يوميا ثماني ساعات علي الاقل . حتي انه احترف حل الكلمات المتقاطعه وصار ضليع في  اللغه من كثره قرائه الجرائد اليوميه : بشتي اتجاهتها البيضاء منها والصفراء .لديه معلومات عامه في اعمال المنزل والمطبخ والاعمال اليدويه مثل التريكو والكوروشيه من طول فتره تحدث زملائه السيدات في العمل عن  اعمالهم المنزليه.. وربما تعلم طريقه غرزه السلسله من وكيله الشؤن الاداريه الجالسه علي المكتب المجاور له .  كما تعلم طرق المجامله المختلفه بمناسبه وبدون مناسبه فعمله وسط السيدات اجبره علي التعامل مثلهم.  تتمحور اختياراته في الحياه حول نوع  سندوتشات الفطور هل يأتي له الساعي  بالفول ام فول بالبيض ام شكشوكه ومشتقات الجبنات في بدايه الشهر.. تتوقف اختيارته عند هذا الحد فرغم تجاوزه الثلاثين بخمسه اعوام مازال في نظر صغير وغير قادر علي اتخاذ قرار او ابداء رئي ، فاراحوه من الاختيار نهائيا في كل ما يخص حياته...... يقضي ساعات العمل كأنها ذمب او عقوبه واجبه النفاذ  يقضي مده العقوبه اليوميه ويعود للمنزل ،مشتاق ليري ماذا طهت امه علي الغذاء ..مازال اعزب لا يجد موارد كافيه للزاوج ولم يجد شقه الزوجيه التي تعتبر من اهم شروط اي زيجه ناجحه او فاشله ولكنه اكتفي عند سؤاله لماذا لم تتزوج بعد بقوله,,, ( لما الاقي بنت الحلال لسه النصيب مجاش . رغم علمه انهم علي قفا من يشيل)  يعود للمنزل يتناول الغذاء، ويذهب لغرفته للقيلوله تراوده احلام اليقظه لانه لم يستغرق في النوم بعد .. يحلم انه تزوج فتاه جميله، وانجب طفلين يفكر في اي مدرسه سوف يختار لابنائه يحلم  انه يعمل عالم ذره ،او طبيب بيطري ،او فنان تجريدي يعامله الناس باحترام، لديه حقوق وواجبات ،يعيش لكي يتنعم لا لكي يذل ، لديه فكر شخص منتج له وجود واهميه  ..وليس لديه من الوقت ما ينفق فيه امواله الكثيره. ربما يسافر هذه السنه الي باريس او روما لقضاء عطله نهايه الاسبوع ،ربما يشتري لزوجته شاليه بالساحل الشمالي ،او فيلا في الرحاب، ينشئ شركته الخاصه،يوظف شباب من  ابناء الجيران العاطلين،...... يستيقظ من النوم علي صوت والدته ( اصحي يابني مسلسل الساعه 6 بدأ) كالعاده ينفر من احلامه كأنها رجز من عمل الشيطان  يتذكر كلام والدته ( يابني اللي يبص لفوق يتعب وكل برغوت علي قد دمه) يتمتم بصوت منخفض هما اللي فوق احسن مني في ايه ؟ يهز رأسه وكأنما يطرد منها الافكار الشريره .... يعود للواقع يجلس علي حافه السرير، ينهض  بتباطؤ ، يذهب لمشاهده المسلسل وربما يخرج بعده للجلوس علي اي قهوه مع اصدقاؤه الذين تعرف عليهم  في نفس القهوه.. تدق العاشره فيفر كما تفر سندريلا ،ليعود للمنزل للعشاء ثم النوم ليستغرق من جديد في الاحلام.. لم يتغير اي يوم عما قبله ولكن اليوم ذهب للقهوه سمع هتافات عاليه  وجد حشود ثائره . سار معهم ......أمن بهم..... هتف معهم ...طالب باحلامه ان تتحقق..  ولكنه منذ هذا اليوم لم يعد ..............

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق